لماذا تفشل عمليات الفتق احياناً ؟

فشل عمليات الفتق ورجوعه من الأمور اللتي يخشى المرضى حدوثها عند إجراء عمليات الفتق. فلماذا “تفشل” بعض عمليات الفتق؟ وماهي أسباب رجوعه؟

بداية، الفتق عبارة عن ثقب في جدار البطن تخرج من خلاله الأنسجة أو الأعضاء من تجويف البطن. ويتم علاج الفتق عادة بواسطة عملية جراحية، حيث يتم إعادة محتويات الفتق إلى مكانها الطبيعي واصلاح الفتق بربط العضلات والأنسجة بالخياطة وتدعيم جدار البطن باستخدام شبكة في حال عدم وجود مايمنع ذلك. وبشكل عام، يعتبر العلاج الجراحي للفتق آمنًا وفعالًا. بل واصبح من الممكن عمل انواع خاصة من الفتوق غير المعقّدة باستخدام المنظار الجراحي دون الحاجة لفتح البطن.

الجدير بالذكر، ان عمليات الفتق على اختلافها قد تكون ناجحة في بادئ الأمر، ولكن قد يعاود الفتق الظهور بأعراض مشابهة أو مختلفة عن الفتق السابق، مسبّباً الأذى والحرج للمريض.

في الواقع، هناك عدّة أسباب لعودة الفتق بعد العمليّة. لفهم هذه الأسباب علينا أن نعي أن عمليات الفتق ماهي الا اصلاح وترميم لجدار البطن وتدعيم له. وعلى هذا يتطلّب نجاحها أن يكون لدى الجسم القدرة على التشافي وبناء الأنسجة السّليمة لتعويض الضعف الموجود بسبب الفتق. وعلى هذا، فمن أهمّ العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية رجوع الفتق بعد العملية الجراحية هي العمر المتقدم، حيث أن تقدّم العمر يؤدّي إلى ضعف الأنسجة والعضلات وزيادة احتمالية تمزقها مرة أخرى. ومن العوامل الأخرى كذلك الإصابة بالسمنة حيث تشكّل السمنة ثقلاً على جدار البطن قد يمنعه من التعافي بالشكل المطلوب. كما يعتبر التدخين من مسبّبات فشل أي عمليّة حيث أنه يؤدّي إلى قلّة وصول الاوكسجين الى مكان اصلاح الفتق والجرح وبالتالي يضعف من قدرته على الالتئام والتعافي.

وكما هو معروف عن الفتوق أنها تتشكّل في أماكن مختلفة وبعدّة أحجام وقد يصنّف بعضها على أنّها فتوق معقّدة، وعلى ذلك فمن الضروري أن يتم إصلاح الفتق بما يتناسب مع حجمه وتعقيده. وللأسف قد يكون من أسباب عودة الفتق استخدام تقنية جراحية غير فعالة، أو عدم إجراء العملية على الشكل المطلوب، أو عدم استخدام شبكة للفتق اللذي يستدعي ذلك عند إصلاحه. وقد تؤدي العمليّة كونها تدخل جراحي على جدار البطن إلى تشكل منطقة ضعف جديدة في العضلات أو الأنسجة اللينة التي تحيط بالمنطقة المصابة، مما يؤدي إلى نشوء فتق مشابه للفتق السابق في منطقة العمليّة. وعلى ذلك فاختيار الجرّاح المتخصّص في المستشفى المناسب مهمّ لضمان عمل العمليّة الأنسب لمريض الفتق.

ومن أجل تجنب فشل العملية الجراحية وعودة الفتق، ينصح باتباع تعليمات الرعاية اللازمة بعد العملية، مثل تجنب الأنشطة الرياضية الشاقة والراحة الكافية. كما ينبغي على المريض تجنب الإجهاد الزائد والعمل الشاق بعد العملية. أدام الله علينا وعليكم الصحّة والعافية.

د. أحمد البريكان