الفتق الإربي .. كيف ومتى ؟!
عندما يبدأ المرئ بالشعور بألم في أسفل البطن إلى الجهة اليمنى أو اليسرى من فوق العانة ، لا سيما إذا ترافق ذلك الألم بوجود انتفاخ يبرز للخارج مع الكحة أو العطاس، حينها لابد أن يتبادر إلى الذهن أن هذه الأعراض قد تكون على الأغلب بسبب فتق إربي. ربما جميع ما سبق ذكره هنا لا يعني بالضرورة وجود ذلك الفتق، ولكن على أقل تقدير يجب وضع هذا التشخيص بالحسبان .
في مهنة الطب ، يحاول الطبيب جاهداً جمع الأدلة والبراهين التي تؤيد حكماً مبدئياً تبادر إلى ذهنه عندما طرق باب عيادته إنسان حضر لطلب العلاج. من هذه الأدلة في حالتنا هذه أن يترافق هذا الألم أو الانتفاخ مع بعض الأسباب المعروفة لهذه المشكلة مثل صعوبات التبول أو التبرز -أكرمكم الله- كحالات تضخم البروستاتا أو حالات الإمساك المزمن، وكذلك الكحة المزمنة في مرضى الربو أو المدخنين ، علاوة على وجود مسببات أخرى كالأورام الباطنية والأسباب الوراثية مثل أمراض الأنسجة أو التشوهات الخلقية وغيرها. الجدير بالذكر أن أحد أهم الأسباب التي اكتشفها الطب الحديث أن مجموعة غير قليلة من الناس يولدون بتشوه خلقي في هذه المنطقة والذي بدوره يؤدي إلى ظهور الفتق الإربي في مراحل مبكرة من العمر.
وبعد ذكر ما سبق ، يأتي السؤال هنا الحقيقي بماذا نعني بالفتق الإربي ؟! وباختصار شديد أجيب بأن الفتق الإربي هو خروج الأعضاء الداخلية والأحشاء في تجويف البطن من غلافها الخارجي باتجاه العانة وربما إلى كيس الصفن الذي يحوي الخصيتين في الرجال بسبب ضعف أغشية البطن وعضلاته المكونة لهذا الغلاف. قد يبدأ الأمر بسيطاً في بادئ الأمر، آلام بسيطة محتملة ويتعايش الإنسان معها ربما لسنوات ، لكنها تزيد مع الوقت والجهد وتبدأ المشكلة في التفاقم يوماً بعد يوم . ومن أخطر الأشياء التي من الممكن حدوثها ، أن تنزلق الأمعاء -الدقيقة أو الغليظة على حد سواء- أن تنزلق إلى خارج تجويف البطن إلى ما نسميه بكيس الفتق وبالتالي تختنق فيه وتنقص عنها التغذية الدموية بالتدريج وتتحول المشكلة إلى حالة جراحية طارئة لا تحتمل التأخير. ختاماً ، الفتق الإربي حالة جراحية تستدعي مراجعة العيادات الجراحية لطلب المشورة لأن الحل الأمثل بكل الأحوال هو الإصلاح الجراحي ،، دمتم بود،،